نحن شعوب فرنكشتاينية: صراع العقل والنقل خرافة.. وأصول الدين وهمية
الحداثة إنتاج وليس استيراد
نحن شعوب أصولية تثبيتية. فقدت القدرة بالكامل على النظر إلى ذاتها "الجمعية" وعالمها بطريقة موضوعية. حيادية.
شعوب يأخذها الحماس فتتحمس. أو تتدعشن أو تتأرين. أو تتأسلم أي تتقنفذ وهذه كلها سلوكيات تعبر عن العجز وليس الأصالة ولا الإيمان
إنها ردود أفعال طفولية غير عاقلة تتخذ أشكالا دينية أو تعصبية. أصلها الاستسهال. فلا يوجد أسهل من العودة إلى كهف الأفكار والحلول الجاهزة، في خزان التاريخ والماضي. أي بدلا من جعل الأصول منطلقا أصبحت مسكنا ومعزلا وعازلا. وموضعا دفاعيا.
بات العربي المسلم قفص متنقل يحمل معه جراثيمه وأمراضه وعلله وتعصباته أينما ذهب.
ترافق هذا مع عالم يتغير. فلم يعد أحدنا بحاجة أن يذهب إلى أي مكان. بل يمكن أن تلتقي وتختلط وأنت في مكانك.
ما جعل الآخر يتوجس منا أينما ذهبنا.
وعليه فإن الاحتجاج بالأصالة عذر أقبح من ذنب. لأننا حين نذهب إلى الأصيل الذي يزعمون نجد أنه أصل انتقائي. وحتى في حالة انتقائه فلا يؤخذ منه سوى الشعار. أما المضمون فارغ أو مسكوت عنه. الأصيل مثلا: أن تغزو وتستعبد وتبيع الجواري. فهل طالبتم بهذا؟
عليه إن الأمر لا يعدو سوى طرح شعار سياسي. أو مغازلة للجمهور والعامة من الناس واستغلال لجهلهم
الأصول والفصول
في مطلع الحداثة، وحين تخلى الغرب عن المسيحية، لم يفكر مفكرو الغرب بالعودة إلى الأصول الرومانية واليونانية على اعتبارها عودة لتطبيق ما جرى التراجع عنه. كلا إنها عودة لاستئناف المسيرة.
هكذا فعل بيكون وديكارت. الأول تخلى عن منطق أرسطو الاستنباطي وأقر الاستقرائي. فظهر التيار والمدرسة التجريبية الإنكليزية واستمرت حتى لوك. والثاني تبنى منهج الشك ومبدأ اعرف نفسك السقراطي. فولد التيار العقلاني الفرنسي أو الأوروبي.
فأصبح أنا أفكر إذن أنا موجود.
نحن ماذا فعلنا؟ عدنا إلى الأصول!! ولكن هل هي أصول فعلا؟
الصراحة نحن شعوب بلا أصول ولا أصالة!!
الأصول يدل معناها على أنها نقطة انطلاق. نوايا للشروع بالحركة. أي بصناعة الزمن. واستثماره. وهو أمر يتطلب وجود مكان. أي عالم أي طبيعة.. أي علم ومعرفة عملية ونظرية فيها دقة ومهارة وخبرات متراكمة
هذا المعنى لا وجود له عندنا.
ما نسميه أصول لدينا معناها فصول.. من جمع فصل. أي قبور .. مدافن. معازل. وهذا ما يحصل منذ 3000 آلاف عام فعلا.
لو دققنا في التاريخ اليهودي وأعتبره تاريخ شعوب المنطقة. سنجد أن "الأعراب" أو العرب " وهم سكان الشرق الأدنى. رفضوا أي محاولة للتفاعل مع الثقافات الأخرى. وهذا أدى لتصادمات دموية مرعبة دون جدوى. مع الغرب اليوناني الروماني الإنكليزي الأميركي مؤخرا.
استمر الصدام من أيام كورش وأحشويريش. وحتى الساسانيين وكسرى يزدجرد
أولى المحاولات كانت محاولة الإسكندر. والتي أسفرت عن صراع دموي سقط جراءه الملايين من اليهود. واستمر حتى العصر الروماني وانتهى بظهور الإسلام باعتباره سلاحا لمواجهة الفرس والروم. وسرعان ما خلفتهم الدولة العثمانية.
وكل ما نفعله الآن هو مواصلة الرفض والامتناع عن التفاعل مع العالم كما هو .. والاصرار على أن يكون العالم كما نتصوره في مخيلتنا وما صورته لنا كتبنا المقدسة.
رفض تاريخي
ماذا نستخلص من كل هذا؟
إنها عملية رفض كاملة بين لونين من الوان أو توجهات الثقافة البشرية. تواصلت على مدى 3000 عام.
Негізгі бет نحن شعوب فرنكشتاينية: صراع العقل والنقل خرافة..وأصول الدين وهمية
Пікірлер: 91